وما بين الصباح والمساء مساحات اعتراف تقيحت ساعات غابرة،
و تلاشى حبر سطورها قدما
وبعض من كل يضمأ للسكون ويجوع للسكينة
والطعام المعلب على رف النسيان منتهي الصلاحية
تاريخ الإنتاج و تاريخ الصلاحية
وما بينهما لافواصل
منتج للموت
اسميه فبراير.
يخضخض ليلك زهر ذاكرتي بقنينة
وثوب السعادة يسدل على جسد الأحزان
طلاء الوجع بألوان الفرح على خاصرتي
حين يشهق صوان اغترابي
وتزفرني تراتيل وطني أحلام داكنة الظلمة
حين يمتص الحنين رحيق طيفي
وتنحل رؤوس أصابعي على مرمى سطر
ركلة حيث الحقيقة
جملة من سراب
هدف حيث العزيمة
حفنة من تراب
وبين كنهي وبيني جدار من عقاب
فجرا يتمتم الشروق
فتسبقه قطع على الأرض
حفلة الغسق الدامية
وصهيل الفقد المبهم
وبين إحساسي وبيني
افترش تراب عقلي
حين تعصف الأفكار بصحرائي
اتمدد فوق أريكة السراب
التقط النجوم
أساور بمعصم الغياب
التمس ثقب ذاكرتي
وأقبض على جمر وطني السليب
. متعاكسة هي أضداد روحي
بين جموح و جنوح
متضاربة تفاصيل كنهي
ملتوية المخاوف
مطوية التراكيب
مصقولة الأحزان
مشذبة الألم
تتراقص على شفا جرف بوحي
تتعثر بنبض الجزر
مبتعدة عن مرفأ ذاكرتي
مغرمة هي بقسوة المد المجذف نحو جزر الاغتراب
بعض نوارس الصباح تجلس فوق أحجار الانتظار
باحثة عن سراب الأماني
ناحثة دواوين أحلام مطعونه
ارداها قضاة النهار حمامة قتيلة
بجوار غصن زيتون متيبس التقاسيم
و رسالة ربطت بأرجل الياسمين
تنعي همس التراتيل اليتيمة لوطن بلا ملامح تائه بين حدود الاعتقال.
حين كانت تبرق بذاكرتي
كانت تمطر بسماء وطني
وتبتل سراديب الروح
حين كانت ترعد بفضاء الجنون
كانت سحائب الرجاء حبلى
لكنها أجهضت قبل اقتران
حين كان الترب مسكا
أنبت الشوق ببلادي بياض الياسمين المعتق و أزهر اللوز رحمة
حين كنا نلعب بحصى الحنين
وتقفز بأرجل الحضور على مساحات الغياب
قبل أن يحتل الخواء جنبات مكامننا
ويستعمر الليل بسرمدية الفقد جماجم الفرقاء
حين كانت تمطر