فى غيابك علقت صورتك على جدران فؤادى
لكنني أستحييت
لا بل خفت
خفت أن يرى أحدهم حجم احتوائي
فيدركون أنى أنتحبك
فى غيابك
أظلمت شوارع الحياة بداخلى
وغلف الحزن جنبات المكان
في غيابك
أستوحش الليل
صافت تفاصيل النهار
تساقط الورق بشتائي
وأمطر خريفي رثاء
غيابك ............فوضى تسحقني
وإعصار يقتلع كل الشباب
ويغزو الشيب عوارض عزمي
ويكسر مني جلد الفقرات
غيابك أنهك أحلامي
وجردني من كل الخلوات
تستعمر روحى
تستوطن مجرى وجداني
وترفع راية وحدتي
على حائط الضجر.....حيث تعلق غيابك
حزينة إن كان لفظ الحزن يكفي
باكية حتى تغتسل وسادتى
ويصيبني الزكام
أيها الوطن......
وبرد غيابك يجمد إحساسي
ونار دفئك حين اقترب تحرقني
ابتعد فأموت
اقترب فأحرق
أين أمضي أيها الوطن
وبأي رداء التحف
وأنت ردائي
وأي ملجأ اقصد
وأنت ملجأي
أيها الوطن .....
لم ابلغ الفطام بعد
لتفطمني
مازلت ارضع إنتمائي لك من نهد التاريخ
مازالت عظامي تحتاجك
ولساني يلملم حروف عشقك لتبين
مازلت طفلة ياوطني
حتى وإن كان بالشعر المشيب.
مبهمة بلا خريطه
مستباحة بلا حدود
هزيلة بدونك الأيام والشهور
عصيبة خلفك السنون والظنون
ترجل عن صهوة الرحيل
غيابك .... موت على شوكة الحسره
أيها الوطن ......لاتغيب