عَزْفٌ بلا نِهايَه
قالتْ:
على الصَّفَحاتِ وارْسُم لي خَطايا
لَدَى الدَّرْبِ الطَّويلِ وكنْ مَنايا
وفي الأُفُقِ البَعيدِ تَلْقى طَيْفي
لَكَ النَّبْضُ الحَفِيُّ به شَذايا
كَزَهْرِ الرَّوْضِ أَرْقُصُ في انْتِشاءٍ
بِحُلْمِ الطَّيْرِ أوْ دُلِّ الصَّبايا
لَكَ الزَّفَراتُ تَهْمِسُ دونَ قَوْلٍ
وفَوْقَ الثَّغْرِ تَكْتَمِلُ الحِكايا
أَيا مُخْتارُ فيكَ يَهيمُ نَبْضي
ومِنْ أَجْلِ العُيونِ لَكَ ابْتِدايا
فقلتُ: الرِّفْقَ يا هَيْفاءُ إنِّي
لَدَى الأُفُقِ المُضِيءِ معَ المَرايا
أُزِفُّ الحَرْفَ مَقْرونًا بِنَبْضي
وَلي في كُلِّ خاطِرَةٍ خَفايا
يَبِتُّ الشِّعْرُ في خَفَقاتِ قَلْبي
كَطِفْلٍ في الهَوى رَسَمَ الحَنايا
تُهَدْهِدُهُ العُيونُ وَكُلُّ قَلْبٍ
يُريدُ الرَّشْفَ مِنْ بَحْرِ النَّوايا
لَكَ المَجْذوبُ يَكْتُبُ أَلْفَ بَيْتٍ
كَمِثْلِ الطَّيْرِ حَلَّقَ في سَمايا
وبَعْدَ الأَلْفِ أَنْسى ما كَتَبْتُ
لأَبْدَأَ مِنْ جَديدٍ إلى النِّهايَه
المجذوب
