فأنا أخشى عليك من البكاء
ولن تراني إلا واقفا في عزة
مهما جرى..
فأنت قد علمتني
وقلت لي: دع البكاء للنساء
ودعوتني لأن احتمل الالم
ولا أهتم..
فالخناجر التي في الخاصرة
ليست مميتة..
والطعن في الظهر
لا يطرد المعاني عن الاشياء
ولا يغير الاسماء
لن ابكي ياوطن
وأنا أراك تتعرض للعذاب
وتحاول أن تطرد الذباب
الذي تجمع فوق جرحك
لينكأ الجرح, ويزيد في جرعة العذاب
ويُذكر بنهشة الذئاب
ويمتص ماتبقى من دماء
ولن أبكي وأذرف الدموع
رغم أنني مفجوع
لأنك موجوع
والوجع سببه الابناء
فهم الذين فتحوا الابواب للدخلاء
وهم من أدخلهم لمخادع النساء
وهم مصدر البلاء
ورغم المعاناة
لن أبكي ياوطن, ويشمت الاعداء
القلب ينبض بحبك,
ويموت الف مرة ومرة
ويرى أن عشقك إبتلاء
والعين لأجلك لا يطرف لها رمش
فهي حينما تراك تضحك ولك تهش
وتغمض جفونها, لتسرح في عالمك
فأراني أمرح في روابيك
وأغني مع الطير
واستريح في ظلالك
وأصيح ياوطن لن أبكي
فلا تموت, وأرجوك عِش
دع الاهواء تتلاعب
ولا تستمع للهراء
فالمحاسن لا تدنسها المثالب
لن أذرف الدمع مهما حصل
وإذا رائتك من الالم تترنح
وغالبتني نفسي
سأقول إنك من النشوة ثمل
وسألاقيك بباقات الزهر
وأرش أرضك بالطهر عطر
ولن أرضى لعيني أن ترى شبح الحزن
فوجهك الباسم, لن تشوهه المحن
ولن ابكي مهما حصل ياوطن
وكم أشتهي أن اغوص فيك
وأبثك ما أحس من شجن
وكم عانيت من غدر الزمن
أنت أنا ياوطن
وأنا انت ياوطن
سنموت واقفين
ولن ننثني أو ننكسر
ولن نبكي
مهما جرى
لأننا تعلمنا بأن الصبر غاية
والبكاء للنساء
بقلم
الشاعر
الهادي خليفة الصويعي