✍️‏ magazinlibya‎منتدى فرسان المتوسط للفكر والثقافة و الأدب ✍️ ✍️‏ magazinlibya‎منتدى فرسان المتوسط للفكر والثقافة و الأدب ✍️
recent

آخر الأخبار

recent
recent
جاري التحميل ...

خاطرة .. القصر&& بقلم الكاتب عبدالمولى المنفي

خاطرة .. القصر

كان قصراً مهيباً ، وكان له هيبة وكبرياء وطيبة ، لقبو حارسه بالصقر ، وغالوا في وصفه بالوحيد، لانه استطاع ان ينفذ بين الناس ويفرض الهيبة مع التمسك بالصولجان ، وراح يسلك مسالك استباقية ، لعله يعلم او يتكهن ان لم يفعل ذلك سيفضي الحال كما نراه من فوضى وفراغ واشباه ارادوا ان يحرسوا ليس جمعهم بل كل يريد الحراسة له دون غيره ، لهذا هو كان من زمن وحين يقوم بهجمات استباقية ، ربما الاصل منها حماية موضعه ، وربما لنظرة ثاقبة ، وليس لحظتنا سوى العرض لا فرض ، لاننا في لحظة يهاجم فيها من كثيرين ، وكذلك هناك من يتمسك بحسن تموضعه عندما كان ، وهناك من ظن الظنون وبعد رؤيته مايحدث وجد انه غرر بمجموعة من الاكاذيب والحيل فعاد عبر ادراج الندم ، ويوجد كذلك من يعلم ان ما يحدث فوضى الا ان اسبابها عدم القدرة على توحيد الصف لعدم الثقة الحادثة بين مجاميع تلقت ثقافات اجتماعية مختلفة فانتجت هجين لا شكل له ولا منطق ، يوجد من هم يصرون ان الانتكاس مرده ثقافة دامت لعقود ، وان الواجب محاربة حاملي تلك الافكار وابادتهم جسدياً وكأنهم وباء ..
واستمر القصر بلا حارس ، واستمرت الفوضى ترسل شراراتها ، تارة بالاجنبي ، وتارة بالشيخ الغير ورع ، واخرى بدراويش السياسة المبتذلة ، وفي الاثناء راحت الهيبة وراحت القدرة ، بل امسى القصر خالياً الا من اعجاز نخل خاوية ، وكأن من يعيش فيه كان الخدم والحارس فقط ، فلم نرى اهل القصر ممتطين صهو جيادهم مدافعين عن انفسهم ، ليس من البشر بل من الطبيعة التي قد تدخل عليهم موجات البرد والحر متتابعات او منفصلات او كليهما معاً ..
اندهاش شديد ، وتعجب اشد ، ان نرى ثرياً غنياً كان يسكن قصراً يتذلل لقاء تلقي بعض من دراهمه امام مصرف ، او يقرصه جوع خبيث يقتله ببضع ساعات امام مخبز ، ويتجلد لانقطاع التيار الكهربي نصف ليله او ثلثي نهاره ، وهو يعلم ان هذا مسلك متعمد كي يتفرد تفكيره لذلك ، كي لايعلم انهم سكان القصر ، ان تحركوا ماتت كل الخيالات التي تهدد وجودهم ، وانهم سلاح بدون سلاح ، سلاح لايصنع بمصانع مرابي او طامع ، بل فكرتهم بوجوب البقاء وارادتهم على البقاء والعزيمة المحدثة للتغيير هى السلاح الناجع والاقوى ..
ترى ماذا حل بالقصر ؟!!
وماذا سيحل به ؟!
واين سكانه العارفين بكل اركانه التي تضم لحظاتهم وضحكاتهم وبكائياتهم وافراحهم ؟!!!
هل اندثروا مع عاد وثمود ؟ ام انهم يتربصون ان يتقاتل المجرمون بعضهم لبعض ومن ثم يحاسبوا من جمع ماله وما كسب ، فيصلوا به ناراً ذات لهب ..
يظل القصر قوياً قادراً على الصمود حتى يسكنه اصحابه ويفر المجرمون الى حيث كانوا في صياصي الذل والمهانة ...
عبدالمولى المنفي ،،
24.9.2017

 


عن الكاتب

فراس الفارس

التعليقات


جميع الحقوق محفوظة

✍️‏ magazinlibya‎منتدى فرسان المتوسط للفكر والثقافة و الأدب ✍️