✍️‏ magazinlibya‎ للفكر والثقافة و الأدب ✍️ ✍️‏ magazinlibya‎ للفكر والثقافة و الأدب ✍️
recent

آخر الأخبار

recent
recent
جاري التحميل ...

💐🌹 منهج& بقلم ✍️الشاعر لاديب عمر رمضان💐🌹

 




في المأثور الشعبي مساحة واسعة وشيقة لمن أراد البحث العلمي والقراءة الواعية التي تسنبط المعلومة وتبني عليها نتائج بحثها مما يعرفه " الأكاديمون المنهجيون " ويقصر عنه مثلي ممن هو " بعلي " علاقته بالحرف والدرس والبحث علاقة عشق ليس إلا ولهذا فأنا أعرف وأعترف أن ما أكتبه عن التراث الشعبي ليس بحثا منهجيا وإنما هو مجرد " انطباعات " قاريء محب للمأثور وفي هذا الموروث الرائع تصادفنا أشياء تستحق ـــ حقا ـــ الوقوف عندها وتأملها فالألغاز ـ مثلا ـ هي نوع من العتليم والتمرين والتدريب هي تمرين وتنمية لقدرة التفكير عند الطفل وهي شحذ ونمية للبديهة والحضور وهي ـ في بعض جوانبها ـــ صقل لجهاز " المطق " عند الطفل بتعويده على الكلمات التي تتقارب حروفها حتى يعسر نطقها أحيانا إلا على الخبير المتمرن المتمرس وهي تنمية ـــ بشكل عام ـــ للمعلومات عند الأطفال وتعويد له على استكناه الخفايا والبحث عن الغوامض التي يتم دسها في الكلام دسا يشبه " التشفير" وبعض الألغاز تصاغ صياغة شاعرية متناغمة ويلعب فيها الخيال والصورة دورا أساسيا في أناقتها ورونقها العالي فترى لها رنينا موسيقيا راقيا رائقا ومن الأحجيات مثلا قولهم في اللغز عن " البندقية " ( طيرا طار .. مع الخطار ... جناحه لوح وقلبه نار ) وفيها صياغات مختلفة ولكنها متقاربة في دلالتها واخترت أرشقها ـــ فيما أراه ــ وأحلاها رونقا فا البندقية لأنهم كانوا يخفونها ولايتظاهرون بها كأنها الطير ما إن تراه حتى يختفي عنك أوهي رصاصتها ـ في عدوكم سريعة كأنها الطير تخترق الفضاءات والبندقية تكون ظاهرة ـ إن ظهرت ــ عند " الخطار" والخاطر هو الضيف والخاطر مسافر والمسافر يقتحم المجاهل في الصحراء فتعرض له المهالك والمخاوف فهو مضطر إلى حمل " البندقية " للدفاع بها عن نفسه ليس أكثر ومن يدري فلربما كانت من أسباب زاده وقوته يصطاد بها ما يأكله من غزال أو ودان والخاطر سموه "خاطرا" لأنه يمر بك سريعا ويمضي كما تداهمك الخاطرة ثم تختفي أوسموه كذلك لأنه لايجوز كر خاطره فهو سيد البيت عند نزوله فيه وربما سموه كذلك لأنهم ــ في تلك الفلواتت والخلوات ـــ يفرحون بالضيف إذا نزل بهم يرونه زهوة خاطر وأنس جلسة وخبرا جديدا وطرفة حديث و"توسيعة خاطر" وإن تعجب فعجب هذا الذي أجنحته من خشب وحطب وقلبه من نار تلظى وهل البندقية إلا كذلك يزين الخشب جناحيها وتنطلق النار من قلبها ؟ والصياغة تتناغم فيها الموسيقى تناغما بديعا يشجع الطفل على حفظها ويشجعه على ترديدها تمهيدا للتفكير في هذا الطير الغريب (طيرا طار/ مع الخطار/ اجناحه لوح / وقلبه نار / ) فإذا عرفوه فلن يرحل من ذاكرتهم وسيبقى نغمه يعاودهم ومنها مثلا هذا اللغز الذي يلغزون فيه عن " الفلوس " فيقولون ( الحيّارات / الميّارات / بنات الجن / الطيّارات ) وهل ثمة شيء يحير العقل ويذهب بالفكر كـــ الفلوس ؟ فهي ترهقنا وتحيرنا في السعي وراءها عملا وإنتاجا وتعبا وكدا وهي تحيرنا في المحافظة عليها ولامحافظة عليها فهي تتسرب من بين الأصابع تسربا غريبا عجيبا حتى كأنها لم تكن فهي تحيرنا في تحصيلها وتحيرنا في هروبها منا و"الفلوس " هن " الميّارات " أي هي التي تجيء بـــ " المير " هو الزاد والقوت ومصاريف البيت من كل شيء ... لتذهب من بين يدينا والفلوس في إقبالها وفي إدبارها وفي سطوتها وقوتها على النفوس وسيطرتها على العقول تشبه أن تكون من " بنات الجن " فهي بنات الجن في سرعة الحضور والاختفاء وهي من بنات الجن في السطوة والقوة والسيطرة على العقول وهي من بنات الجن ــ ايضا ـــ لأنها تملك القدرة على الطيران والاختفاء ولا أذكركم بحلاوة الصياغة وروعة التنغيم بين " جيارات / ميارات / طيارات " فذلك لابد أن يكون قد استوقفكم ولكني أنبه فقط إلى هذه الوقفة التي خرجت عن القوافي في النصين كأنها محطة للاستراحة وتغيير النبر / ففي النص الأول / "طيرا طار مع الخطار / جناحه لوح / وقلبه نار" فــ " جناحه لوح" قافية ووحدها خرجت عن قافية الراء التي تنغم بها النص كله // وفي النص الثاني " الحيارات الميارات / بنات الجن / الطيارات " فـــــ " بنات الجن " قافية أخرى خرجت لوحدها عن قافية النص الذي ينتهي بالتاء الساكنة // وتلك لفة صنعة وذوق روح عالية تكسر حدة التتابع في قافية واحدة وتغير الانتباه قليلا حتى لاتأخذنا موسيقى النص عن معانيه وحتى نجد لأنفسنا فرصة للتفكير في المضمون و"تغيير السروج فيه راحة " واسألوا السراج والسراجين .

عن الكاتب

فراس الفارس

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

✍️‏ magazinlibya‎ للفكر والثقافة و الأدب ✍️